وفاة دكتور محمد مشالى .. طبيب الغلابة
دكتور محمد مشالى
رحم الله طبيب الغلابة دكتور ( محمد مشالي ) ، والذي تخرج من كلية الطب في
مفاجأه لم يكن يتوقعها ، وذلك عندما أنهي دراسته الثانوية بتفوق، وذهب يتقدم إلى
كلية الطب ، ولكن والده قال له :إنها تتكلف مبلغ مالي كبير ولا أستطيع أن أوفره لك
فكما تعلم نحن فقراء ، وعندما عاد دكتور محمد مشالي ووالده وفي مساء نفس اليوم،
كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يغير نظام التعليم ليصبح مجانيا ، فكانت فرحته
هو والده غامرة ،فهتف به والده: فلتذهب
غدا مباشرة لتتقدم إلى كلية الطب .
دكتور ( محمد مشالي ) من مواليد قرية ظهر
التمساح التابعه لمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، وانتقل إلى محافظة
الغربية منذ الصغر ، واستقر مع اسرته هناك ، تم تعيينه في بداية حياته بالقطاع
الريفى بمحافظة الغربية، وتم ترقيته لمنصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة ثم مديرا
للمركز الطبى هناك .
حادثة أثرت فى حياته
كانت هناك حادثة شهيرة أثرت فيه
تأثيرا شديدا ، حيث كان هناك طفلا مصابا بالسكر وأمه لا تجد له دواء الانسولين ، فقال
لها : يا أمي إنني لم آخذ إبرة الأنسولين منذ يومين و"ريقي ناشف " ، فقالت
له : ليس معي ما يكفي من المال ، فإن احضرت لك إبرة الانسولين فلن يتبقى هناك مال
لإطعام إخواتك، فذهب إلى سطح منزله وأشعل في نفسه النار ، وهو يقول لأمه لقد احرقت
نفسي حتى تستطيعي أن توفرى الغذاء لإخوتى، وكان هناك فيمن كان ، الدكتور (محمد مشالي ) الذي
صعد إليه وأحاطه ببطانية ولكن الطفل قد مات وهو في أحضانه .
وكان الدكتور (محمد مشالي ) لايتقاضى إلا خمسة جنيهات فقط على الكشف ثم زادت إلى خمسة ، وكان يرفض تماما تقاضي أى مبالغ من الفقراء، بل
ويشترى لهم العلاج على نفقته الخاصة.
رفضه للهدايا
وقد عرض عليه الكثيرون الهدايا و المبالغ المالية والمساعدات - مثال الشاب
غيث صاحب برنامج قلبى إطمأن- ولكنه رفضها رفضا تاما فهو لا يقبل الهدايا من احد.
وكما قال ابنه إنه لم يتوقف عن عيادته أبدا حتى في أيام الإجازات ،وأيام الأعياد ، كان يذهب
و يتواجد بعيادته.
إطلاق اسمه على المركز الطبى
وقد قرر محافظ
الغربية طارق رحمى،إطلاق اسم الدكتور ( محمد مشالى) ، على المركز الطبي بشارع سعيد
بمدينة طنطا، تقديرا لجهوده وخدماته الطبية التى قدمها لأهالى الغربية طوال فترة
حياته.
حقا إنه رجل
عظيم بلغ من العمر أرذله، ورغم ذلك لم يتوقف عن تقديم يد العون للمحتاج،وقد رفض
بشدة متاع الدنيا، واختار ما عند الله.. هكذا عاش ورحل الدكتور محمد مشالى والملقب
بـ طبيب الغلابة، الذى توفى عن عمر يناهز 76 عامًا.
"أنا زاهد.. أي حاجه بتكفيني
" .." سندويتش فول وسندويتش
طعمية بيكفيني .. ومكسبي هو تربية ولادي ودعوة المرضى".