من القصص القديمة التي لاتخلو من العبرة
يحكى أن رجلا من البادية تزوج من إبنة عمه وأنجبت له تسعة أولاد ذكور ولكن في الحمل العاشر أنجبت له أنثى وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑُﺸّﺮﺑﺎﻟﺒﻨﺖ ﺣﺰﻥ حزنا شديدا وشعر بالإهانة ،ﻭﻗﺎﻝ صارخا : ﻳﺎﻟﻴﻠﻲﺍﻷﺳﻮد،،يا ليلي الأسود،،ثم إنه قاطع زوجته و أصبح ينظر إليها نظرة تشاؤم وجحود،،وكأنها هي السبب أو هي التي خلقتهاﻣﺮﺕﺍﻷﻳﺎﻡ والسنين ﻭﻛﺒﺮ هذا ﺍﻷﺏ وضعفت قدرته وبين يوم وليلة فقد بصره ﻭﺃﺻﻴﺐ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ ﻭﺗﺰﻭﺝﺍﻷﺑﻨﺎﺀ وإﻧﺸﻐﻠﻮﺍ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃباهم ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ، كما أن إﺑﻨﺘﻪ تزوجت أيضا ، ولكنها لما سمعت ما حدث لأبيها سارعت للذهاب إليه ولما دخلت عليه بدأت تغسل له جسده وتنظف له خيمته وقامت بطهي الطعام له،، فأحس براحة لم يشعر بها من قبل. ولما إقتربت منه ﻟﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ،أمسكها من يدها و ﺴﺄﻟﻬﺎ : ﻣﻦﺃنت يا بنت الكرام؟؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ والدموع تنهمر من عينها : ﺃﻧﺎ ﻟﻴﻠﻚ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳﺎ ﺃبي.
فعرف أنها إبنته وانفجر باكيا ورد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺎﺩﻣﺎﻭﻣﺘﺄﺳﻔﺎً : سامحيني يابنيتي ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻮﺩ
وأنشد يقول:
ﻟﻴﺖﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻮﺩ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻬﻨﺎ ﺑﺴﻮﺩ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ
ﻟﻮﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﻌﻤﺮﻱ ﻳﻌﻮﺩ لأﺣﺒﻬﺎ ﺃﻭﻝ وتالي
ﻣﺎﻏﻴرﻫﺎ ﻳﺒﺮﻧﻲ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻳﻨﺸﺪ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﺗﻲ ﻭﺣﺎﻟﻲ
تسعة ﺭﺟﺎﻝٍ كِلهم جحود تباعدوا عن سؤالي
ﻣﺎﻏﻴﺮﺭﻳﺢﺍﻟﻤﺴﻚ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩ إبنتي ﺑﻜﻞ ﻳﻮﻡٍ ﻗﺒﺎﻟﻲ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات، الغاليات"
و ختاما صل على حبيبك محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين..